مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يهتمّ المبحث الميديولوجي بدراسة الوسائط التي تساهم في نقل الرّسائل باستخدام آليّات حديثة تقنيّة وثقّافيّة. وقد اهتمّت هذه الدّراسة بالجانب التّقني من الميديولوجيا، الذي يركز على الوسائط المتعدّدة على اختلاف أشكالها: أدبيّات أو صور أو فيديوهات أو أصوات أو موسيقات، وقد وصفت هذه الوسائط المتعدّدة بالتّفاعليّة نتيجة لتفاعل المستخدم مع المحتوى المقدّم. توظّف الوسائط التّقنيّة والمسمّاة بالوسائط المتعدّدة الموروث الموسيقي النّسائيّ الشّعبيّ "الصُّوتْ" باعتباره صوتا من الأصوات التّفاعليّة، ومن خلال جرد لمحتويات أبرز المواقع الالكترونيّة ومواقع التّواصل الاجتماعيّ لاحظنا أنّ عمليّة توظيف هذا الموروث يكون إمّا بهدف الاستماع والتّركيز عليه كعنصر رئيسيّ من عناصر الوسائط المتعدّدة فتستخدم بقيّة الوسائط لصالحه، أو بهدف تركيز الانتباه على الوسائط المتعدّدة الأخرى كالأدب والرّسوم الثّابتة والمتحرّكة وغيرها من خلال استخدام هذا الموروث كوسيط ثانويّ فهو يجلب انتباه المتلقّي إلى المحتوى الذي يكون عادة متعلّقا بالتّراث المادّي لمنطقة البحث، خاصّة وأنّ الموروث الموسيقيّ الشّعبيّ "الصُّوت" بالبلاد التّونسيّة في طريقه للتّلاشي واستخدامه كوسيط من الوسائط المتعددة يشدّ انتباه أصحاب الثّقّافة، فهو يذكّرهم بماضيهم ويحرّك فيهم احساسهم بالانتماء هذا بالإضافة إلى أنّه بالنّسبة للآخر مصدر لاكتشاف تراث شعوب مغايرة، ويبقى الهدف الرّئيسيّ من هذا التّوظيف دائما تفاعليّة المستخدم.